كلمة افتتاح مركز أكاديمية مدماك الدولية وبالتعاون مع البورد الأمريكي في جامعة الجزيزة الخاصة
بسم الله الرحمن الرحيم
السادة رئيس وأعضاء مجلس جامعة الجزيرة الخاصة
السادة مجلس إدارة جامعة الجزيرة الخاصة
السادة مجلس أمناء جامعة الجزيرة الخاصة
الضيوف الكرام، الزملاء الأكارم، الطلبة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
يشرّفني اليوم، بصفتي الرئيسة التنفيذية لأكاديمية مدماك الدولية في سورية وأستراليا، ورئيسة هيئة البورد الأمريكي في سورية، أن أشارككم هذه المناسبة بافتتاح مركز أكاديمية مدماك الدولية في جامعة الجزيرة الخاصة، بالشراكة مع البورد الأمريكي، وبدعم كريم ومتابعة مسؤولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي.
في البداية، أتوجّه بجزيل الشكر والعرفان إلى وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في سورية الجديدة التي آمنت بهذا التعاون، ودعمت هذه الاتفاقية منذ لحظاتها الأولى، وتابعت مراحل إنجازها بكل اهتمام وحرص، إيمانًا منها بأهمية الانفتاح على التجارب الدولية، وبضرورة ربط منظومة التعليم العالي في سورية بأفضل الممارسات العالمية في التأهيل والتدريب.
كما لا يفوتني أن أشكر جامعة الجزيرة الخاصة، على احتضانها لهذا المركز، وعلى روح الشراكة البنّاءة التي تُجسّد أنموذجًا ناجحًا للتكامل بين التعليم الأكاديمي والتأهيل المهني التخصصي.
السيدات والسادة،
أكاديمية مدماك الدولية هي مؤسسة تدريبية مرخّصة في الجمهورية العربية السورية، ولديها فرع معتمد في أستراليا. وقد نالت اعتمادًا رسميًا من هيئة البورد الأمريكي الدولية، وهي بذلك تُعد الجهة الوحيدة في سورية المعتمدة منها، لتقديم برامج تأهيلية وتدريبية بمعايير عالمية.
تعمل الأكاديمية ضمن رؤية واضحة تهدف إلى: “ربط التعليم المهني باحتياجات سوق العمل، وتحقيق تكامل حقيقي بين التكوين النظري والممارسة العملية، بما يسهم في بناء كفاءات وطنية مؤهلة وقادرة على المنافسة إقليميًا ودوليًا.”
وتتبنى الأكاديمية رسالة محورها الإنسان، وتركز على تمكين الشباب والخريجين وأصحاب الخبرات، من خلال فرص تدريب حقيقية، مهنية، معترف بها، تساعدهم على تطوير مسيرتهم المهنية أو استكمال دراساتهم العليا.
وتُعد أكاديمية مدماك الدولية نموذجًا صحيًا ومتكاملًا للتشاركية الفاعلة بين القطاع الخاص المؤهل والمعتمد والقطاع الحكومي، كما هو معمول به في معظم دول العالم المتقدمة، بهدف الارتقاء بجودة التعليم وتعزيز كفاءته ومواءمته مع متطلبات التنمية وسوق العمل. فالأكاديمية لا تسعى لأن تكون بديلًا عن مؤسسات التعليم العالي، بل شريكًا في تطوير مخرجاتها وتوسيع آفاقها التطبيقية، من خلال تقديم برامج تدريبية وتأهيلية عالية المستوى، معتمدة محليًا ودوليًا، تلبي احتياجات الواقع وتسهم في بناء كوادر قادرة على التغيير الإيجابي والإنتاج النوعي.
وتتميّز أكاديمية مدماك الدولية بإقامة شراكات رسمية مع هيئات ومنظمات دولية معتمدة، في مقدمتها:
- البورد الأمريكي للاختصاصات الطبية والصحية،
- البورد الأمريكي لتدريب وتطوير الموارد البشرية، وهما من أكثر الهيئات مهنية ومصداقية على مستوى العالم. وتُعدّ هذه الشراكة نقطة قوة رئيسية في مسار تأهيل الكوادر وضمان اعتمادهم دوليًا في القطاعات الطبية والصحية.
ومن بين الشركاء الدوليين أيضًا: البورد البريطاني، والبورد الكندي، والجامعة الأمريكية للتعليم المستمر، والجامعة الأمريكية المفتوحة، والجامعة العربية للعلوم والتكنولوجيا.
ويأتي هذا النهج في إطار سعي أكاديمية مدماك إلى رفع جودة البرامج، وتطوير المحتوى العلمي والمهني، وضمان توافقه مع أرقى المقاييس الدولية، مما يفتح آفاقًا واسعة للمتدربين في أسواق العمل والاعتماد الدولي.
وفي خطوة جديدة للتوسّع ونقل خبراتها، تعمل أكاديمية مدماك الدولية على إقامة فروع وشراكات في عدد من البلدان العربية، مثل مجالس التعليم والتدريب في المملكة العربية السعودية، التي تُعد من الأسواق المهمة والرائدة في مجال التطوير المهني والتعليم الفني.
هذه الخطوة تجعل من سورية مركزًا إقليميًا لانطلاق مشروع الأكاديمية لبناء منظومة جامعات مهنية توافق أفضل التجارب الدولية، وتُسهم في تحسين جودة التعليم وفرص التوظيف في المنطقة.
تبني أكاديمية مدماك الدولية نظامها التكويني ومنهجيتها التعليمية على خمسة أسس مفصلية تشكّل عمودها الفقري في تصميم كافة برامجها ومساراتها التدريبية، وهي:
- الترشيد: لضبط المدخلات وضمان استخدام الموارد بشكل منظّم ومستدام.
- التأطير: لوضع أطر معرفية ومهنية توجّه المتدرّب خلال رحلته التكوينية.
- التكوين: كأساس لبناء المعارف وتنظيم المحاور العلمية والمهنية.
- التمهير : لتطوير المهارات العملية والاحترافية في سياق تطبيقي منظّم.
- التمهين: لتأهيل المتدرّب للدخول في سوق العمل ومزاولة المهنة بكفاية وجاهزية.
وتعتمد الأكاديمية هذه المنهجية لضمان اتساق مسارات التدريب مع أهداف التطوير المهني، وفق مقاييس عالمية تركز على النتائج وقابلية التطبيق.
تشمل مجالات عمل الأكاديمية كافة القطاعات: الطبية والصحية، والهندسية، والإدارية، والقانونية، والتعليمية، والريادية، وغيرها.
وتستهدف الأكاديمية جميع فئات المجتمع السوري بمختلف أعمارهم ومراحلهم التعليمية والمهنية، في إطار رؤيتها الأفقية والشاملة لبناء الكفاءات.
ينطلق التعاون بين أكاديمية مدماك الدولية وجامعة الجزيرة الخاصة من رؤية مشتركة تهدف إلى دمج التعليم الأكاديمي بالتأهيل المهني التخصصي، من خلال إنشاء مركز تدريبي دائم داخل الجامعة، يعمل وفق معايير الجودة المعتمدة من البورد الأمريكي للاختصاصات الطبية والصحية والمهنية، والذي تُعتبر الأكاديمية ممثله الرسمي والوحيد في سورية.
تقوم آلية العمل على المحاور التالية:
- تنفيذ برامج تدريبية مهنية تخصصية لطلبة الجامعة أثناء دراستهم، ضمن نظام تكويني تراكمي يشمل:
- الترشيد الأكاديمي
- التأطير العلمي
- التكوين المهني
- التمهير العملي
- التمهين عند التخرج
- تأهيل الخريجين الجدد من جامعة الجزيرة الخاصة عبر دبلومات مهنية معتمدة تتيح لهم اكتساب شهادة مهنية إلى جانب شهادتهم الأكاديمية.
- فتح باب الالتحاق ببرامج الدراسات العليا المهنية (دبلوم – ماجستير – دكتوراه مهنية) لجميع خريجي الجامعة، وذلك من خلال مسارات أكاديمية معتمدة من البورد الأمريكي وبالتعاون مع الجامعات والمؤسسات الدولية الشريكة.
إن التعاون مع جامعة الجزيرة الخاصة يُمثّل نموذجًا أوليًا من سلسلة شراكات استراتيجية تعمل عليها أكاديمية مدماك الدولية، بالشراكة مع البورد الأمريكي للاختصاصات الطبية والصحية والمهنية، بهدف دعم التعليم العالي في سورية، والمساهمة في رفع جودة مخرجاته.
“ ولا تقف أكاديمية مدماك الدولية عند حدود التعاون مع الجامعات والمؤسسات التعليمية، بل تضع ضمن أولوياتها أيضًا المساهمة في حل واحدة من أكبر التحديات الوطنية، وهي مشكلة الآلاف من السوريين الذين حُرموا من حقهم في التعليم، نتيجة الحرب والظروف القاسية التي مرت بها سورية خلال السنوات الماضية.
وفي هذا الإطار، وبهذه المناسبة، تعلن أكاديمية مدماك الدولية وبالتعاون مع البورد الأمريكي، عن إطلاق برنامجها الوطني “معادلة الخبرات العملية”، الذي يهدف إلى:
- إعادة الاعتبار للخبرات العملية التي اكتسبها السوريون في مجالات متعددة.
- تحويل هذه الخبرات إلى شهادات مهنية معتمدة، تُفتح بها الأبواب أمام أصحابها لاستئناف حياتهم الأكاديمية والمهنية.
- إدماج الفئات المهمّشة تعليمياً في مسارات تأهيل وتدريب احترافي يُعيد لهم الثقة ويمنحهم فرصًا جديدة للعمل والاندماج.
بهذا التوجه، تسعى الأكاديمية لأن تكون جزءًا فاعلًا في بناء نموذج تعليم مهني عادل وشامل، لا يستثني أحدًا، ويؤمن بأن الحق في التعليم والتأهيل ليس ترفًا، بل أساسٌ لإعادة الإعمار والتنمية.
ختامًا، فإن أكاديمية مدماك الدولية ليست مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي مشروع فكري استراتيجي يستشرف المستقبل، ويعمل على بناء الإنسان علميًا ومهنيًا وقيميًا، عبر برامج متكاملة تستند إلى المعايير العالمية وتنبثق من خصوصية واقعنا العربي والسوري.
نحن في مدماك نؤمن أن التنمية الحقيقية تبدأ من بناء الكفاءات، وأن الاستثمار في الإنسان هو أعظم أشكال الاستثمار، ولهذا نواصل العمل بخطى ثابتة لنكون جزءًا من الحلول، وصنّاعًا للتغيير، وشركاء حقيقيين في بناء مجتمع المعرفة واقتصاد المستقبل.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
د. ديمة عزيز بركات